تُعَّد تجربة المستخدم، والتي يشار إليها أيضًا بالاختصار (UX) أحد المبادئ الأساسية التي يدور حولها نجاح الشركات في هذا العصر الذي انتشرت فيها أجهزة الحاسب الآلي والأجهزة المحمولة بشكلٍ كبير في حياتنا.
إن تجربة المستخدم هي مشاعر ومواقف الشخص حول استخدام منتج ما أو نظام أو خدمة معينة. وذلك يشمل الجوانب العملية والتجريبية والعاطفية ذات القيمة والمعنى للتفاعل بين الإنسان وجهاز الحاسب الآلي، ومِلكية المُنتَج. ويمكن اعتبار تجربة المستخدم ذاتية بطبيعتها حيث أنها تدور حول الإدراك الفردي والفكر الشخصي بشأن النظام. وتتسم تجربة المستخدم بالديناميكية حيث يتم تعديلها بشكلٍ مستمر، بسبب تغير ظروف الاستخدام والتغييرات في الأنظمة كلٍ على حدة وكذلك سياق الاستخدام الأوسع نطاقا. وفي النهاية، تدور تجربة المستخدم حول كيفية تفاعل المستخدم مع المنتَج وتجربته معه.
وتعزز العملية الخاصة بتجربة المستخدم رضا المستخدم عن منتج أو خدمة معينة من خلال تحسين القابلية للاستخدام وسهولة الوصول والسعادة بالتفاعل مع المنتج.
كيف يمكن أن تكون تجربة المستخدم مفيدة للشركة، وكيف يتم بناؤها، وكيف يُمكننا قياسها؟.
لخص العديد من المؤلفين فوائد تجربة المستخدم في (5) نقاط أساسية، حيث اتفق كلٌ من Samella Gracia و Richard O’Brian على ما يلي:
- زيادة معدلات التحول لديكم:
إن تميز منتج أو خدمة معينة في ظل وجود هذا العرض الضخم للغاية عبر الإنترنت ودفع العميل للقيام فعلاً بشراء المنتج أو الخدمة التي كان يبحث عنها، وحفظ الموقع الإلكتروني للاستخدام في المستقبل سيكون أمرًا سهلاً بفضل تجربة المستخدم السهلة والممتعة بشكلٍ عام. إن النظر في كيفية تقليل الجهد والوقت الذي يقضيه المستخدم في استكشاف الموقع الإلكتروني أو التطبيق يجعل العملاء بعيدين عن أي نوع من العناء، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى تحول بحثهم إلى صفقة.
ويمكن تحقيق ذلك، فقط إذا أولينا اهتمامًا خاصًا لسبب مغادرة العميل للتطبيق أو الموقع الإلكتروني قبل الضغط على زر طلب الشراء “order”.
- توفير المال $$$
إن أحد المفاتيح الأخرى المفيدة لجعل تجربة المستخدم إيجابية هو القدرة على معالجة وحل المشاكل المتعلقة بالقابلية للاستخدام أثناء مرحلة التصميم بدلاً من إصلاحها لاحقًا.
وفي الواقع تتضمن عملية تصميم تجربة المستخدم تطوير فهم للمجموعة المناسبة من الميزات منذ البداية وتنسيقها معًا بشكلٍ ملائم لإنشاء المنتج المناسب. ويجب أن تتضمن هذه العملية تحسين التصميم من خلال اختبار القابلية للاستخدام والتَكَيُّف مع النتائج. وخلال عملية تصميم تجربة المستخدم يتم الحصول على تعليقات/إفادات مبكرة من المستخدمين المستهدفين وتنقيح التصميمات لمساعدتكم على تجنب ارتكاب أخطاء مُكَلِّفَة. ويتم ذلك باستخدام البحث وعملية التصميم التي تركز على المستخدم وتعمل على تحسين عملية صنع القرار.
- إنشاء المنتج المناسب
إن إنشاء الموقع الإلكتروني على شبكة الإنترنت أو تطبيقات الهواتف الذكية ليس كافياً، بل يجب أن تؤخذ خبرة المستخدم في الاعتبار وأن تُستخدم لتصميم المنتجات المناسبة بشكلٍ أساسي.
ومن خلال إجراء بحث المستخدم في بداية المشروع وأثناء تنفيذه، ستتوفر لكم رؤية ثاقبة لكيفية تصميمكم للمنتج أو الموقع الإلكتروني أو تطبيق الهاتف المحمول الخاص بكم؛ ويمكنكم اكتشاف ذلك واستخدامه لتحسين واجهة المستخدم ومنح العميل في النهاية ما يريده بالفعل.
وهكذا يمكنكم توفير الوقت والمال عن طريق إنشاء واجهة المستخدم المناسبة من البداية. وبالإضافة إلى ذلك، يضعك بحث المستخدم في وضع تمتلكون فيه المعلومات المناسبة لإنشاء حلٍ مثالي لتلبية احتياجات المستخدمين.
- ولاء العملاء
لا يكفي بناء المنتج أو إنشاء الخدمة ووضعها هناك. إن العملاء العصريين يمتلكون الخبرة ومطالبهم كثيرة، وعلينا أن نبقيهم سعداء. ولقد تبين أن الشركات التي تقوم بإنشاء تجربة إيجابية للمستخدم من المرجح أن يكون لديها عملاء أوفياء. وتُعد تجربة المستخدم اليوم أقوى من إدراك القيمة في زيادة ولاء العملاء. وبالإضافة إلى ذلك، من المُرجح أن يصبح هؤلاء العملاء أنفسهم مؤيدين لعلامتك التجارية أيضًا. إن الشركات والمنتجات التي تقدم تجربة فريدة و مستويات عالية من القابلية للاستخدام من الأرجح أن يُوصِى بها العملاء للآخرين.
يبدأ بناء تجربة العميل النهائية بما يلي:
فهم متطلبات العملاء. ويتضمن ذلك طرق بحث المستخدم القياسية مثل المقابلات الشخصية والجماعية، وملاحظات المستخدمين وتحليلاتهم، وإجراء جلسات العصف الذهني مع العملاء من خلال عرض المنتجات والخدمات الحالية لهم، وتحديد أي احتياجات أو متطلبات أخرى قد يُعبرون عنها.
وبمجرد أن يتم رصد شخصيات المستخدمين والقصص والحالات والتدفقات، يمكن أن يبدأ البحث.
ويهدف البحث إلى فهم المنافسة في السوق، والتَعرف على مجالات المستخدمين والاستفادة من أحدث الإرشادات الحالية المبتكرة والعصرية المتعلقة بخبرة المستخدم.
وبعد إجراء مرحلة مناسبة من البحث، قمنا بوضع مجموعة من الأفكار والمواد التي يمكننا أن نبني عليها أعمالنا للتصميم الفعلي، إذ يُعد الرسم التخطيطي الأولِي للفكرة أو الأفكار مرحلة أساسية من التصميم حيث يمكن لهذه التجربة التي لا مثيل لها رؤية الضوء.
إن تحويل الرسومات الأولية والنماذج بالحجم الطبيعي إلى صور وتصميمات رائعة من شأنها أن تجذب انتباه المستخدم وتُطابق توقعاته هي المرحلة الأساسية لبناء خبرة المستخدم.
وتأتي مرحلة التنفيذالمبهرة بعد ذلك استجابةً لمعيارين أساسيين هما البساطة وسهولة الاستخدام. ويتم التنفيذ للوظائف الخلفية والواجهة الأمامية التي توفر تجربة كاملة.
عند تطبيق ميزات المنتج/الخدمة، يتم تقييم المنتج النهائي/الخدمة النهائية على أساس المعيارين الأساسيين المذكورين سابقًا: البساطة وسهولة الاستخدام ولكن أيضًا اختبار المرونة في مواجهة التغيير، وما إذا كان يوفر الحلول المطلوبة لتوقعات المستخدمين ومصداقية المنتج أو الخدمة نفسها.
ويعتمد التقييم على ما يلي: ملاحظات المستخدمين وتقارير التدقيق، والتي تعتمد إلى حد كبير على الاحتياجات إلى التحسينات خلال عملية الاختبار.
الآن، وقد اكتملت كل هذه المراحل ولضمان أن خبرة المستخدم مُرضية لكلٍ من الشركة والمستخدمين، هناك بعض المتغيرات التي سيتعين على الشركة مراقبتها لضمان النجاح والتحسين المستمر لتجربة المستخدمين.
وفي كثير من الأحيان، يبدأ قياس مدى نجاح تجربة المستخدم بتحديد هدف له. ورغم صعوبة تحديد الهدف الصحيح لعناصر تصميم تجربة المستخدم أو خصائص المنتج، قد يكون من المفيد تمييز النطاق العام، وإذا استلزم الأمر يتم تقسيمه إلى مهام بسيطة. مما يتيح لك الحصول على صورة أوضح للنتائج التي ترغب في تحقيقها ورؤية التقدم.
وبعد تحديد الأهداف العامة، يجب عليك تحديد النقطة التي يتم فيها الوصول إلى هذه الأهداف. ويجب أن يُحدد كل هدف سلوكيات المستخدم التي تُعد مؤشرًا لهذا الهدف المحدد.
ولا بد لهذه المؤشرات أن تبين سلوك المستخدمين وأن تسمح بالتعديلات على نطاق عام بدرجة أكبر.
وقد تبدو المؤشرات كمجموعة شاملة بالفعل من الأدوات لتقييم أهدافك. لكن هذه البيانات يمكن تحسينها. ومن خلال نظام الفشل/النجاح، يمكنك تعميق تفاصيل نتائج الأداء من خلال تحديد المقاييس.
و من المهم ايضاً أن نحدد بعض الطرق التي يتم استخدامها لقياس كفاءة خبرة المستخدم مثل:
- تَتَبُع سلوك المستخدم
- معدل التحول Conversion Rate.
- مقياس قابلية الاستخدام المُوحدة (SUM) لتسجيل الأخطاء
يمكن لنظام خبرة المستخدم المبني جيدًا أن يمنح الشركة النجاح الذي تهدف إليه، فهو بالتأكيد نظام معقد من حيث البناء والإعداد؛ ولكن بمجرد الانتهاء من ذلك ومراقبته، يمكن أن يغير هذا النظام تماماً طريقة إدراك المستخدم للمنتج أو الخدمة المقدمة من قِبل الشركة. إن “المستخدم السعيد” هو ذلك المستخدم الذي يعود مرة أخرى، ثم يصبح “المستخدم العائد” عميلاً مخلصًا.
يمكنكم التواصل معنا للمزيد من المعلومات