Skip to content

المنظمات التي تعتمد على البيانات

إن الأمر لا يتعلق فقط بالاتجاه؛ فالحقيقة أن معظم الشركات تحتاج في الوقت الحاضر إلى البيانات والتحليلات الذكية لتحقيق التَمَيُّز التشغيلي وتعزيز العلاقة مع العملاء بشكلٍ أفضل. وستدفع التقنيات والرؤى الجديدة المنظمات خطوة أخرى إلى الأمام، إما فيما يتعلق بطريقة وضع استراتيجيتها أو تقديم نماذج أعمال جديدة ومبتكرة.

إن المنظمة التي تعتمد على البيانات هي كيان يقوم برصد وتعزيز قيمة البيانات من خلال إدراك السياق بشكلٍ مستمر، ووصف مصدر البيانات، وتحديد من يُمكنه الوصول إليها وكيفية استخدامها. وخلافاً للحكمة التقليدية، تعمل هذه المنظمة على تمكين الأشخاص من خلال منحهم وصولاً مباشراً وآمناً إلى البيانات، بالإضافة إلى توفير لوحات مؤشرات تفاعلية وعروض مُصورة واضحة ومُلونة للبيانات. وفي المنظمة التي تعتمد على البيانات، نقوم بتحفيز مُحللي البيانات وموظفي الإدارة وموظفي تقنية المعلومات على التعاون بشكلٍ واضح وفعَّال، مما يحقق فوائد كبيرة للمنظمة بأكملها.

والآن دعونا نُلقي نظرةً فاحصةً على ما يعنيه هذا في ميدان العمل وكيف يتم ذلك كله.

تتمتع المنظمات الناجحة التي تعتمد على البيانات دون استثناء بما يلي:

  •  مركزية وتنظيم البيانات الخاصة بها
  •  الاحتفاظ بالبيانات مُحدَّثة وذات صلة، دون الاقتصار على المصادر الداخلية بل توسيع مصادرها لتشمل القنوات الخارجية
  •  اختيار عدم زيادة التحميل على خوادمها ببيانات عديمة الفائدة
  •  التحكم في تدفق البيانات إلى المستودع لتحقيق الفوائد المرجوة من الاستثمار
  •  وضع سياسة لحوكمة البيانات لمنع تدهور البيانات وضمان جودتها العالية
  •  وضع مُخطط لجميع العاملين في المنظمة للوصول إلى المعلومات التي يحتاجون للوصول إليها، بحيث لا يمكن لأي شخص الوصول إلى كل شيء، وذلك لسبب بسيط للغاية وهو أن بعض المعلومات لا صلة لها بعمل بعض الأشخاص، حيث تؤدي إتاحتها لإدارة أو موظف غير مَعني بها إلى الحد من دقة نتائج البحث وجودة البيانات.
  • تحويل التحليلات المتكاملة إلى أدوات، حيث تميل المنظمات التي تعتمد على البيانات إلى استخدام وظائف نماذج التحليلات الأكثر ابتكاراً. كما أنها مُضمنة في الأدوات الحالية، مما يجعلها أكثر عُرضَةً للاستخدام. وتنشأ المزايا التنافسية من نماذج التحليلات التي تسمح للمستخدمين بالتنبؤ بالأفكار/الرؤى الخاصة بالأعمال والتصرف بناءً عليها، مما يؤدي إلى تحسين النتائج.

ولقد أظهرت معظم دراسات الحالة والمؤلفون المهتمون أن المنظمة التي تعتمد على البيانات تنجح في مجال تحقيق التوافق؛ فعند إعداد النظام، لا يوجد مجال لعدم التوافق، إذا ترك شخص ما العمل بالمنظمة على سبيل المثال. ولن تؤثر مسألة إحلال الموظفين بأي حالٍ من الأحوال على التقدم أو استمرار دورة العمل.

ويتم تعزيز القدرة على البقاء بالتوازي مع تحقيق التوافق؛ ففي المنظمة التي تعتمد على البيانات، يفهم الموظفون كيفية اتخاذ القرارات والآثار المترتبة على البيانات التي يتم جمعها وإدارتها، ويقومون باتخاذ الإجراءات المناسبة. إن مشاركة الجميع في بيانات الشركة ومعرفتهم بها من شأنها أن تحقق الاستمرارية.

تستفيد المنظمات التي تعتمد على البيانات أيضاً من مستوى الوعي المرتفع جداً، حيث يعرف الأشخاص المعنيون ما إذا كانت المبيعات ترتفع أم تنخفض، وإذا كان العملاء راضين أم لا، والأشياء الناجحة وغير الناجحة في إداراتهم وغيرها من الإدارات.

ويساعد نشر الوعي والشفافية في جميع أنحاء المنظمة على تعزيز الاقتناع والولاء والمشاركة واتخاذ الإجراءات اللازمة والتحلي بروح المسؤولية، وتشجيع الموظفين على التفكير في التغيير وتطوير منتجات وخدمات جديدة أو تطوير الأعمال لدعم مكانة المنظمة.

ومن أهم المزايا الأخرى للمنظمات التي تعتمد على البيانات الاستجابة لإتاحة البيانات السابقة والبيانات الخاصة بالوقت الفعلي والسليم والبيانات التنبؤية، حيث تتم عمليات الإفادة بشأن رأي العملاء وبحوث السوق بسهولة وسلاسة. وتتوفر جميع البيانات الخاصة بما تم بيعه أو استخدامه، وما أَعجب العميل وما لم يعجبهم، مما يساعد على إنشاء أو تحويل المنتجات والخدمات التي تناسب احتياجات العملاء بشكلٍ أفضل.

أخيرًا وليس آخرًا، هناك ميزة أخرى تتمتع بها المؤسسات التي تعتمد على البيانات وهي أنها عندما تتخذ القرارات تستند إلى الحقائق والبيانات مما يزيد بشكلٍ كبير من سرعة اتخاذ القرارات الصائبة. وينظر العاملون في المنظمة التي تعتمد على البيانات في البيانات المُتاحة ويقومون بفحصها ودراستها ليتسنى لهم اتخاذ القرارات بثقة.

ومع الاتساق والاستمرارية والوعي والاستجابة والإفادة والقرارات السريعة والواثقة، تتمكن المنظمات التي تعتمد على البيانات من الحصول على العملاء والاحتفاظ بحصتها في السوق. إن تجميع البيانات السليمة، ومنح حقوق الوصول للأشخاص المناسبين، وإنعاش وتحديث الموارد والمنصات سيتطلب فقط القدر المناسب من الوقت والاستثمار، وسيؤثر بشكلٍ كبير على طريقة عمل الموظفين وسينعكس على الأرقام المهمة للشركة.