لقد كان مفهوم ريادة الأعمال موجوداً بالفعل مُنذ عِدة قرون، ولكن بمرور الوقت تطور تعريف “ريادة الأعمال” من مجرد الإشارة إلى المغامرين إلى نظرةٍ شاملةٍ أكثر حداثة لشخصٍ ما يجمع بين التمتع بالمهارات وامتلاك الموارد والطاقة والوقت من أجل تحقيق منفعة أكبر لنفسه أو لجهة عمله؛ إن رواد الأعمال في الحقيقة هم الأفراد الذين يستطيعون تحديد الاحتياجات وتوفير الوسائل لتلبيتها؛ وهذا ما قد يسميه البعض ابتكاراً (innovation).
إن الابتكار هو أحد أهم العوامل التي تحتاجها المنظمات الحديثة لتبقى قادرةً على المنافسة. ولكن ما هو “الابتكار”؟ وما سبب أهميته البالغة لـ “المنظمات”؟
للإجابة على السؤال الأول، نجد أن الكلمة “ابتكار” مشتقةً من الفعل اللاتيني “inventive” ومعناه “يبتكر” أي “يُجدِّد”. وفي بيئات العمل المُعقدة في العصر الحديث، يعني ذلك ببساطة إنشاء أساليب جديدة أو تحديث إجراءات العمل الحالية أو إبداع أفكار ناجحة لخلق المزيد من القيمة المُضافة للأعمال.
والآن دعونا نُلقِي نظرةً على سبب أهمية الابتكار في المنظمات القائمة في زماننا هذا؛ فعندما تبحث المنظمات عن طرقٍ لزيادة هامش أرباحها أو تعزيز قدرتها التنافسية في أسواقها المباشرة، يمكنها دائماً القيام بمراجعةِ نموذج التكلفة الخاص بها وخفض الأسعار؛ ولكن هذا الأمر مُجرد إجراء مؤقت، حيث أن الأسعار سترتفع حتماً في النهاية مع طلب المساهمين على زيادة الأرباح. والبديل إذاً هو إنشاء عنصر للتَمَيُّزٍ في السوق، الأمر الذي يستوجب تطوير منتجات أو خدمات جديدة لتُمَيِّز المنظمة نفسها عن منافسيها من خلال اتباع عملية تفكير محددة.
ويتطلب الابتكار في منظمةٍ ما فهم حقيقة أنه ما لم يتم التنفيذ يبقى الأمر مُجردَ فكرة؛ حيث تتكون عملية الابتكار من الخطوات التالية: التفكير، والطلب، والمبادرة، وتنفيذ المشروع.
وهناك أسطورة وغموض مُلْغِز يحيطان بـ “الابتكار”، وهي أن الحل يَكمن في إيجاد الأفكار العظيمة واختيار الأفضل منها؛ إلاّ أنّ الأمر الأكثر شيوعاً هو جمع الأفكار بطريقةٍ غير منظمة، أو أن الأفكار التي يتم جمعها لا يُتخَذُ الإجراء المناسب بشأنها في مدةٍ زمنيةٍ مُناسبة، بل قد تضيع الأفكار وتضل طريقها خلال العملية الشاملة. وهنا تبقى الحقيقة، وهي أنه بِغَضِ النظر عن مدى سلامة فكرةٍ ما إلا أنها لا يمكن تنفيذها بنجاح ما لم تكن هناك سيطرة وإدارة وراءها.
ويمكن أن تنشأ الأفكار لدى موظفي المنظمة، أو لمواكبة اتجاهات السوق وتلبية احتياجاته، أو يمكن ربطها بالتحسين المستمر. ويَسمح جَمعُ الأفكار للمنظمة بإنشاء فرص الاستثمار من خلال بدء المشاريع؛ ولكن قبل تنفيذ المشاريع بالفعل، يجب اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المنظمة. ويتم تحقيق ذلك من خلال إدارة الطلب (Demand Management)، وهي العملية المُصممة لمراعاة جميع العوامل المُحيطة بالمشاريع المُحتملة. وهذا يشمل الالتزام الاستراتيجي، واقتراح القيمة المُضافة للمنظمة، وتوفير الموارد اللازمة، وأوضاع الأسواق الداخلية/الخارجية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. ويجب دمج هذه العناصر مع الالتزامات السابقة والأنشطة الجارية لضمان عدم تَعَرُّض المنظمة للمخاطر. ولنجاح إدارة الطلب لابد أن تُوفر المخرجات الترتيبَ المناسب للأولويات ومواءمة القيمةِ المُضافة للأعمال مع الالتزامات الاستراتيجية للمنظمة.
إن تحويل الطَلب (demand) إلى مبادرة (initiative) يُمَكِّنُ المنظمة من العمل على اقتناص فرصةٍ محددة في السوق؛ فمن خلال المطالب المفهومة التي يتم تحديد أولوياتها ومدى توافقها مع الأهداف الاستراتيجية، تتوفر الفرصة للمنظمات لتقييم تلك الطلبات وربطها بالاتجاهات السائدة في السوق، مما يُعزز وضعَ كل طلب (demand) وإمكانية تحويله إلى مشروع يُضيف قيمة للأعمال في النهاية.
ومع وجودِ المبادرات، يُمكن للمنظمات الآن أن تسعى إلى تحويلها إلى مشاريع مُخصصة (dedicated projects) تتضمن قيم الميزانية المُخصصة، وموارد المنظمة، والجداول الزمنية المُحددة، وتحديد الخطوات المطلوبة لتحقيق النتيجة المُرجوة. وإن التحليل المُتعمق والمُفصل للمشاريع الفردية يُمكِّن المؤسسات من إدراك القيمة المُضافة للأعمال وخفض مخاطر الأنشطة التشغيلية، مما يؤدي إلى تحقيق الكفاءة المالية التي يمكن قياسها مقارنةً بالميزانية الأولية للمشروع والوقت الفعلي الذي تستغرقه الموارد من أجل إكمال المشاركة في المشروع.
ونحن في شركة ديفوتيم، نعتز بقدرتنا على دعم المنظمات لتقديم وتنفيذ عملية الابتكار كاملةً بهدف تحقيق المعايير التنظيمية وتحقيق النجاح المُستهدف بناءً على الأهداف الاستراتيجية للمنظمة.