لقد أثر التحول الرقمي تقريبًا على كل قطاع وكل أداة أو بيئة تقليدية، واليوم سنلقي نظرة فاحصة على تطور بيئة العمل وتحولها من مواقع تقليدية بسيطة إلى ما وصلت إليه اليوم: بيئة عمل رقمية
إن “منصة العمل الرقمية” مصطلح يمكن من الناحية الفنية أن يشمل أية منظمة تستخدم أجهزة وبرمجيات الحاسب الآلي، ولكن المفهوم الأساسي هو استخدام التحول الرقمي للمُحاذاة بين التقنية والموظفين وإجراءات العمل لتحسين الكفاءة التشغيلية وتحقيق أهداف وغايات العمل.
بعبارات أبسط، هو مكان عمل يجد فيه الموظفون جميع المعلومات والإجراءات التي يحتاجون إليها لإنجاز أعمالهم بنجاح، ويمكنهم تبادل معارفهم بسرعة وسهولة والحصول على المساعدة والمعلومات من زملائهم.
إن المبادئ الأساسية لمنصة العمل الرقمي هي التكامل والتعاون. ولا يقتصر الأمر على إتاحة البيانات لتكون متوفرة من خلال منصة مركزية أساسية، من جميع أنظمة البرمجيات المُنفذة (مثل ERP ، CRM ، BI ، وما إلى ذلك) بل يتم أيضًا تشجيع التعاون وتبادل المعرفة عبر المواقع المختلفة.
تعتمد الشركات الحديثة على هذه المبادئ لتسهيل وصول موظفيها إلى المعلومات بمرونة، مما يؤدي إلى تعزيز مشاركتهم ورضاهم. وبعبارة أخرى، وضع نظام يضمن توفير المعلومات الصحيحة للأشخاص المناسبين في التوقيت المناسب.
لقد تحدث العديد من الخبراء عن خمس فوائد أساسية لمنصات العمل الرقمي، وفيما يلي ملخص لها:
١. تحقيق الرضا والمحافظة على استقرار بيئة العمل من خلال تسهيل حياة الموظفين وتقليل الوقت الذي يتم تمضيته في بحث المشكلات المتعلقة بتقنية المعلومات أو المتطلبات، وبالتالي الحد من الإحباط وتحسين الإنتاجية والكفاءة.
٢. إنشاء ثقافة تعاونية في الشركات و المنظمات. ومن شأن التعاون أن يؤدي إلى بناء نظام داخلي قوي وثقافة داخلية يُعتمد عليها وكذلك إنشاء شبكة اجتماعية قوية واتصالات داخلية وخارجية قوية.
٣. توفير المرونة للموظفين للقيام بالعمل والتعاون عن بُعد. ولقد تطور مقر العمل متجاوزاً حدود المكتب الفعلي ليصبح في كل مكان تقريبًا حيث يمكن للموظف الوصول والتواصل مع عمله/فريق العمل عن طريق اتصاله بالإنترنت. وتُمثل هذه المساحة غير المحدودة بشكل مثالي أحد أهم مزايا منصات العمل الرقمي.
٤. تضمن منصة العمل الرقمي تتبع جميع أنواع المعاملات والوصول إلى المعلومات وتبادلها، مما يؤدي إلى تحقيق شفافية مثالية تقريباً في طريقة أداء العمل.
٥. تعزز منصات العمل الرقمية خصوصية العميل أيضًا من خلال توفير شبكة داخلية آمنة وتثقيف الموظفين حول الامتثال والتوافق، وحصول أي شخص يتعامل مع إجراءات العمل على تعزيز لأمنه.
ثمان خطوات للنجاح في تنفيذ منصة العمل الرقمي:
- وضع الأساس للرؤية
تصف الرؤية كيف يبدو نجاح “بيئة العمل الرقمية” من خلال توضيح قيمته لجميع المشاركين للإشارة إلى والاعتماد على: القيمة النهائية التي يحققها التحول للمنظمة، والغرض من أي تحول والغايات النهائية التي تسهم في تحقيق اهداف التحول.
- الاستراتيجية
إن الخطوة التالية هي وضع الاستراتيجية. وقد تنطبق الاستراتيجية على الشركة ككل، وقد يتعين أن تكون خاصة بكل إدارة. وقد يختلف وضع الاستراتيجية من شركة إلى أخرى بناءً على الأهداف التنظيمية والأصول والموارد والاحتياجات.
- المقاييس المعيارية
تساعد المقاييس في قياس الجوانب القابلة للقياس الكمي لمشروع التحول، وتشمل قياسات الأداء التي ستثبت نجاحها المتزايد مع مرور الوقت. إن المقاييس التي تقيس إما معايير الأداء أو القيم المُحققة للعمل أو كليهما تقدم أفضل الأفكار حول كيفية انتقال المشروع -والشركة ككل- إلى وضع أفضل.
- خبرة الموظفين
يعتقد الكثير من قادة الشركات أن القوى العاملة المشاركة هي الأكثر إنتاجية وكفاءة، لذلك فإن تحسين تجربتهم غالبًا ما يكون هدفًا حاسمًا لعملية التحول الرقمي. وتتفوق الشركات التي لديها موظفين مدعومين بالتقنية في الوصول إلى أعلى مستويات الأداء وتجاوز منافسيها في مجالات خدمة العملاء وتقديم الخدمات وتنفيذها.
- المخطط التنظيمي
نظرًا لأن عملية التحول تتضمن كل نظام وكل موظف، فإن استراتيجية تحقيقها يجب أن تحدد كيفية تأثيرها على كل اصحاب المصلحة ودعم قدرتهم على المضي قدماً عند حدوث التغيير. يبدأ التغيير من القمة ويجب أن تكون قيادة المنظمة قدوة للعاملين بها، وأن يكون أعضاؤها مسؤولين أيضاً أمام بعضهم البعض وأمام المنظمة لزيادة إمكانية تحقيق النجاح.
- الإجراءات
تعمل الأدوات الرقمية بشكل مختلف، ولها تأثير كبير على العمل، حيث يحقق الجهد غير الروتيني، وغير المؤتمت/التلقائي- أكبر قدرٍ من الإنتاجية عندما يقترن بأدوات رقمية أكثر مرونة واستجابة وتحقيقاً للتعاون.
- المعلومات
لم تعد معلومات المنظمات والشركات الكبرى بسيطةً بعد الآن. فبدلاً من ذلك، تأخذ تحليلات البيانات مُدخلات البيانات الخطية و تدمجها مع المعلومات الأخرى ذات الصلة لاستنباط الرؤى والأفكار وتقديم استنتاجات مهمة وقابلة للتنفيذ. إن الأنظمة الجديدة لمعالجة المعلومات إذاً تتطلب أيضًا سعاتٍ أكثر قدرة على الاسترجاع والتخزين والاستخدام.
- التقنية
بعد قيام الإدارة باستكشاف وفهم الأجزاء السبعة الأولى من التحول الرقمي، تصبح المنظمة/الشركة جاهزة لتحديد التقنية التي يمكنها القيام بالعمل.
يتم تنفيذ منصات العمل الرقمي حلياً في العديد من الشركات و الجهات المتطورة لتحسين الإنتاجية و رفع الكفاءة، ويجري تكييفها من قِبل الشركات الجديدة والمنظمات الدولية لتحسين التعاون وتبادل المعرفة.
هناك اعتقاد قوي بإمكانية تحسين منصات العمل الرقمي وهناك حاليًا قدر كبير من الجهود التي تُبذل لضبط المفهوم وتطبيقه تدريجياً كثقافة جديدة وطريقة حديثة لممارسة الأعمال. حيث إنه يأتي موافقاً تماماً لعصرنا وطموحاتنا وطريقة عملنا الجديدة.
تواصل معنا لمعرفة المزيد